تفسير الأيات من سورة الحجر 89- 96 من تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان — عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 
عبد الرحمن بن ناصر السعدي


تفسير آية:
﴿وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ﴾ [الحجر: ٨٩] 

﴿وقل إني أنا النذير المبين﴾ أي: قم بما عليك من النذارة وأداء الرسالة والتبليغ للقريب والبعيد والعدو والصديق، فإنك إذا فعلت ذلك فليس عليك من حسابهم من شيء، وما من حسابك عليهم من شيء.



تقسير آية:
﴿كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ﴾ [الحجر: ٩٠] 

وقوله: ﴿كما أنزلنا على المقتسمين﴾ أي: كما أنزلنا العقوبة على المقتسمين على بطلان ما جئت به، الساعين لصد الناس عن سبيل الله.
(ويقول الشيخ الامام الطبري  في تفسير هذه الآية :إن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعلم قومه الذين عضوا القرآن ففرقوه ، أنه نذير لهم من سخط الله تعالى وعقوبته ، أن يحل بهم على كفرهم ربهم ، وتكذيبهم نبيهم ، ما حل بالمقتسمين من قبلهم ومنهم ، وجائز أن يكون عني بالمقتسمين : أهل الكتابين : التوراة والإنجيل ، لأنهم اقتسموا كتاب الله ، فأقرت اليهود ببعض التوراة وكذبت ببعضها ، وكذبت بالإنجيل والفرقان ، وأقرت النصارى ببعض الإنجيل وكذبت ببعضه وبالفرقان . وجائز أن يكون عني بذلك : المشركون من قريش ، لأنهم اقتسموا القرآن ، فسماه بعضهم شعرا ، وبعض كهانة ، وبعض أساطير الأولين . وجائز أن يكون عني به الفريقان ، وممكن أن يكون عني به المقتسمون على صالح من قومه ، فإذ لم يكن في التنزيل دلالة على أنه عني به أحد الفرق الثلاثة دون الآخرين ، ولا في خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا في فطرة عقل ، وكان ظاهر الآية محتملا ما وصفت ، وجب أن يكون مقتضيا بأن كل من اقتسم كتابا لله بتكذيب بعض وتصديق بعض ، واقتسم على معصية الله ممن حل به عاجل نقمة الله في الدار الدنيا قبل نزول هذه الآية ، فداخل في ذلك لأنهم لأشكالهم من أهل الكفر بالله ، كانوا عبرة ، وللمتعظين بهم منهم عظة . )



تفسير آية:
﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾ [الحجر: ٩١] 

﴿الذين جعلوا القرآن عضين﴾ أي: أصنافا وأعضاء 
وأجزاء، يصرفونه بحسب ما يهوونه، فمنهم من يقول: سحر ومنهم من يقول: كهانة ومنهم من يقول: مفترى إلى غير ذلك من أقوال الكفرة المكذبين به، الذين جعلوا قدحهم فيه ليصدوا الناس عن الهدى.

(ويقول الامام الطبري في تفسيره لهذه الآية :  إن الله تعالى ذكره أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعلم قوما عَضَهوا القرآن أنه لهم نذير من عقوبة تنزل بهم بِعَضْهِهِم إياه مثل ما أنزل بالمقتسمين ، وكان عَضْهُهُم إياه : قذفهموه بالباطل ، وقيلهم إنه شعر وسحر ، وما أشبه ذلك . 
وإنما قلنا إن ذلك أولى التأويلات به لدلالة ما قبله من ابتداء السورة وما بعده ، وذلك قوله ( إنا كفيناك المستهزئين ) على صحة ما قلنا ، وإنه إنما عنى بقوله ( الذين جعلوا القرآن عضين ) مشركي قومه ، وإذا كان ذلك كذلك ، فمعلوم أنه لم يكن في مشركي قومه من يؤمن ببعض القرآن ويكفر ببعض ، بل إنما كان قومه في أمره على أحد معنيين : إما مؤمن بجميعه ، وإما كافر بجميعه . وإذ كان ذلك كذلك ، فالصحيح من القول في معنى قوله ( الذين جعلوا القرآن عضين ) الذين زعموا أنهم عَضَهوه ، فقال بعضهم : هو سحر ، وقال بعضهم : هو شعر ، وقال بعضهم : هو كهانة ، وما أشبه ذلك من القول ، أو عضهوه ففرقوه ، بنحو ذلك من القول ، وإذا كان ذلك معناه احتمل قوله عضين ، أن يكون جمع : عضة ، واحتمل أن يكون جمع عضو ، لأن معنى التّعْضِيَة : التفريق ، كما تُعْضى الجزور والشاة ، فتفرق أعضاء . والعَضْه : البهت ، ورميه بالباطل من القول ، فهما متقاربان في المعنى . )


تقسير آية:
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ۝٩٢ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ۝٩٣﴾ [الحجر: ٩٢-٩٣] 

﴿فوربك لنسألنهم أجمعين﴾ أي: جميع من قدح فيه وعابه وحرفه وبدله ﴿عما كانوا يعملون﴾ وفي هذا أعظم ترهيب وزجر لهم عن الإقامة على ما كانوا عليه

 


تفسير آية:
﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الحجر: ٩٤] 

ثم أمر الله رسوله ان لا يبالي بهم ولا بغيرهم وأن يصدع بما أمر الله ويعلن بذلك لكل أحد ولا يعوقنه عن أمره عائق ولا تصده أقوال المتهوكين، ﴿وأعرض عن المشركين﴾ أي: لا تبال بهم واترك مشاتمتهم ومسابتهم مقبلا على شأنك



 

تفسير أية:
﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾ [الحجر: ٩٥] 

﴿إنا كفيناك المستهزئين﴾ بك وبما جئت به وهذا وعد من الله لرسوله، أن لا يضره المستهزئون، وأن يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة. وقد فعل تعالى فإنه ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله ﷺ وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة.

 


تفسيرآية:
﴿الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ [الحجر: ٩٦] 

ثم ذكر وصفهم وأنهم كما يؤذونك يا رسول الله، فإنهم أيضا يؤذون الله ويجعلون معه ﴿إلها آخر﴾ وهو ربهم وخالقهم ومدبرهم ﴿فسوف يعلمون﴾ غب أفعالهم إذا وردوا القيامة


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قطعة فهم مقروء _ صف ثاني

امتحان فهم مقروء ----- للصف الثالث

أسئلة في سورة الغاشية