"قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا" "فيروس كورونا"



                  بسم الله الرحمن الرحيم

            "قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا"
                    "فيروس كورونا"

الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا , وبعد :
الحمد لله فاطر السّموات والأرض , جاعل الظّلمات والنّور ثمّ الّذين كفروا بربّهم يَعدِلون .
 وهو القائل سبحانه:" مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ "(22)سورة الحديد .
وقوله :" وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ ۖ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "(45)سورة النور.
فيروس "كورونا" غير فاعل بنفسه , مخلوق لا يُرى بالعين المجرّدة , جند من جنود الله , يسلّطه الله على من يشاء من عباده , فإذا كان الإنسان لا يقدرعمل شيء إلا بإذن من الله , فكيف بهذا الفيروس الذي هو أصغر بملايين المرات من الإنسان وأهون منه.
 وهو القائل سبحانه: " وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)" سورة التكوير
فهذا المرض قدر من أقدار الله عزّ وجلّ على البشريّة كلّها , وهوفي كتاب من قبل أن يبرأ الله البشرية , بل قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة , فهو مقدّر في اللّوح المحفوظ , عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه : " إنَّ أوَّلَ ما خَلقَ اللهُ القلَمَ فقال لهُ: اكتُبْ، قال: يا ربِّ وما أكتُبُ؟ قال: اكتُبْ مقادِيرَ كلِّ شيءٍ حتى تقومَ الساعةُ، مَنْ ماتَ على غيرِ هذا فليْسَ مِنِّي "
الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح الجامع ٢٠١٨.
 وأفعال الله عزّ وجلّ لا تخرج عن الحكمة البالغة والمصلحة والرّحمة والعدل , سواء أدركنا هذه الحكمة أم لم ندركها , فكما أن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أرشدنا أن نقول إذا رأينا ما نكره من الرّيح : " اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هذِهِ الرِّيحِ، وخَيْرِ مَا فِيهَا، وخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وشرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ"  رواه الترمذي وقَالَ: حَديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
فعلى العبد المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بالتّضرّع والدّعاء أن يرفع عنه البلاء إذا وقع . وإن كان مُعْدٍ كحال هذا الفيروس "كورونا", أمرنا النّبي عليه الصّلاة والسّلام بالأخذ بالأسباب والابتعاد عن مواطن العدوى , والتّوكّل على الله جلّ جلاله , فإن أصابه شيء فهذا أمر الله ,  فليعمل بالأسباب المشروعة , وليرض وليسلّم فكما قال عليه الصّلاة والسّلام فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه : "لا عَدْوى و لا طيرةَ و لا هامةَ و لا صَفرَ، و فِرَّ مِنَ المجذومِ كما تَفِرُّ مِنَ الأسدِ" صحّحه الألباني في السلسلة الصحيحة .
أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يتولّاك في الدنيا والآخرة , تفرّ من مواطن العدوى وأسبابه وتعمل بنصائح أهل الاختصاص والطّبّ حتّى لا تنقل المرض إلى غيرك ولا ينتقل إليك , معَ اعتقادك أنّه لا عدوى إلا بإذن الله . فالمرض لا ينتقل بنفسه , مَا أَصَابَكَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ , امتحانا لك وابتلاء , فما أنت قائل وفاعل ؟

ومن الأسباب المشروعة كذلك : قراءة ما ورد من أذكار وأدعية من الكتاب والسّنّة : 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قطعة فهم مقروء _ صف ثاني

امتحان فهم مقروء ----- للصف الثالث

أسئلة في سورة الغاشية