المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٠

القول الفصل في صحة صيام العشر (2)

ذُكِر حديثان في الصّيام خاصّة ويبدو من ظاهرهما التّعارص . أحدهما أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلم صام العشر والآخر أنّه لم يصمها فما وجه الجمع بينهما ؟ ننظر في أقوال أهل العلم : فقد سئل الشّيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى عن هذا فأجاب : قد تأمّلت الحديثين واتّضح لي أنّ حديث حفصة فيه اضطِّراب، وحديث عائشة أصحّ منه. والجمع الذي ذكره الشّوكانيّ فيه نظر، ويبعد جدًا أن يكون النبي ﷺ يصوم العشر ويخفي ذلك على عائشة، مع كونه يدور عليها في ليلتين ويومين من كل تسعة أيّام؛ لأنّ سودة وهبت يومها لعائشة، وأقرّ النّبيّ ﷺ ذلك، فكان لعائشة يومان وليلتان من كل تسع. ولكنّ عدم صومه ﷺ العشر لا يدلّ على عدم أفضليّة صيامها؛ لأنّ النّبيّ ﷺ قد تعرض له أمور تشغله عن الصّوم. وقد دلَّ على فضل العمل الصالح في أيّام العشر حديث ابن عباس المخرّج في صحيح البخاري، وصومها من العمل الصالح. فيتّضح من ذلك استحباب صومها في حديث ابن عباس، وما جاء في معناه. وهذا يتأيّد بحديث حفصة وإن كان فيه بعض الاضطّراب، ويكون الجمع بينهما على تقدير صحّة حديث حفصة أنّ النّبيّ ﷺ كان يصوم العشر في بعض الأحيان، فاطّلعت حفصة على ذلك وحفظت

القول الفصل في صحّة صيام العشر (1)

بسم الله والحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدّين : أمّا بعد : يدّعي البعض أنّ صيام التّسعة الأيام الأولى من شهر ذي الحجّة ليست من السّنّة بل ربّما قال أحدهم أنّها بدعة , فما الصّواب في ذلك ؟ وللإجابة على هذا السّؤال , نذكر الأحاديث التي ذُكرَ فيها الصيام في العشر أو بالأحرى التّسع, لأنّ العاشر يحرم صيامه لأنّه يوم العيد : الأحاديث الواردة في الصّيام خاصّة : 1- عن بعض أزواج النّبي صلّى الله عليه وسلّم قالت : كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصوم تسع ذي الحجّة ويوم عاشوراء وثلاثة أيّام من كلّ شهر أوّل اثنين من الشّهر والخميس. رواه أبو داود(2437)وصحّحه الألبانيّ في صحيح أبي داود (2106) ********************* 2- وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْأَسْوَدِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَصُمِ الْعَشْرَ .   رواه مسلم رقم2097 *********************

شرح القواعد الأربع _ الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله

                      شرح القواعد الأربع  أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة، وأن يجعلك مباركا أينما كنت، وأن يجعلك ممن إذا أعطى شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذ أذنب استغفر، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة. اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين، كما قال تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)  [الذاريات: 56]. فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته، فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة؛ فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت، كالحدث إذا دخل في الطهارة. فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار، عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك، لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة، وهي الشرك بالله، الذي قال الله تعالى فيه:(  إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ  )[النساء: 48]. وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه: القاعدة الأولى:  أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله ﷺ م

أهم كتب التفسير التي ينصح بقراءتها _ للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

السؤال: سماحة الشيخ ما هي أشهر كتب التفسير التي تنصحون المسلم بالرجوع إليها والتزود منها؟ الجواب: أشهر كتب التفسير وأحسنها: تفسير ابن جرير رحمه الله، تفسير عظيم ومفيد، تفسير ابن أبي حاتم، تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله، هذه الكتب أشهر التفاسير، وكذلك البغوي رحمه الله تفسير عظيم، تفسيره تفسير عظيم، فنوصي بها كثيرًا فإنها من الكتب العظيمة المعتنية بالكتاب والسنة. وهناك كتب أخرى مفيدة مثل: تفسير الشوكاني، وتفسير الشيخ صديق، وتفاسير أخرى، لكن هذه الكتب الأولى هي الإمام في هذا المقام، تفسير ابن جرير رحمه الله، تفسير ابن أبي حاتم، والبغوي وابن كثير، هذه الكتب لها الأهمية والتقدمة، نعم. والكل يخطئ ويصيب ما أحد معصوم، قد يقع في بعضها أشياء من الخطأ والغلط، ولكن المعول على الأدلة الشرعية، ليس ابن جرير، ولا ابن كثير، ولا البغوي، ولا ابن أبي حاتم ولا غيرهم، ليس واحد معصومًا من الخطأ، لكن على طالب العلم وعلى من يراجع كتب التفسير أن يعتني بالأدلة الشرعية، وإذا أشكل عليه شيء يعرض ذلك على القرآن العظيم والسنة المطهرة الصحيحة، أو يسأل أهل العلم إن كان ما عنده علم، يسأل أهل العلم من أهل السنة