تسحروا ... لا تدع هذا يفوتك (تَسَحَّرُوا، فإنَّ في السُّحُورِ بَرَكَةً)


بسم الله الرحمن الرحيم 

"تَسَحَّرُوا، فإنَّ في السُّحُورِ بَرَكَةً"

تسحّروا ... لا تدع هذا يفوتك

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

 من المسلمين من لا يحب تناول وجبة السَّحور إذا أراد أن يصوم, فإنه يسهر من الليل ويتناول بعض الطعام في منتصفه وينام, فالتّسحّر من الليل فيه مخالفة للسّّنّة وتضييع لصلاة الفجر.والصوم يبدأ من طلوع الفجر وليس قبله. والنبي صلى الله عليه وسلم من هديه إذا أراد أن يصوم أن يتناول وجبة السحور, وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم . وكلمة السّحور من السّحر , والسَّحور بفتح السّين الطعام والشراب الذي يُتناول وقت السحر وهو آخر الليل قبل الفجر . والسُّحور بضم السّين عملية التسحر أي الفعل. فينبغي للمسلم تأخير السحور إلى ما قبل طلوع الفجر كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم :
 عن أنس بن مالك أنّ نبيَّ اللهِ ﷺ وزَيدَ بنَ ثابتٍ تَسَحَّرا، فلمّا فَرَغا من سحورهما  قام رسولُ اللهِ ﷺ إلى الصَّلاةِ. فقُلْنا لأنسٍ:كم كان بيْن فراغهما من سحورهما ودُخولِهما في الصَّلاةِ؟ قال: قَدْرَ ما يَقرأُ الرَّجُلُ خمسينَ آيةً.   أخرجه البخاري (٥٧٦)  

فالسحور يكون قبل طلوع الفجر , لكن ليس كما هو عند بعض الناس ,حيث يؤقتون له وقتا غير شرعي بما يسمونه بالإمساكية ويقصدون بذلك الامساك عن الطعام والشراب قبل طلوع الفجر , وإنما يصح الأكل والشرب ما لم يطلع الفجر , كما قال الله تعالى :

( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) [البقرة:187] .يعني حتى يطلع الفجر الصادق فيتبين من الليل. فطلوع الفجر الكاذب لا يمنعك من الأكل والشرب ومن سائر المفطرات. 

هذا ويكون السّحور ولوعلى حبة تمر أو شربة ماء . فقد جاء في الحديث :
عن أبي هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم, قال: "نِعْمَ سَحُورُ المُؤْمِنِ التمرُ"
الألباني (ت ١٤٢٠)، السلسلة الصحيحة ٥٦٢إسناده صحيح • أخرجه أبو داود (٢٣٤٥)، والبزار (٨٥٥٠)، وابن حبان (٣٤٧٥)  

وعن  أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

 السُّحورُ أكلةُ بركةٍ فلا تدعوهُ ولو أن يجرع أحدُكم جرعةَ ماءٍ 

فإنّ الله وملائكته يصلّون على المتسحِّرين..
الألباني (ت ١٤٢٠)، السلسلة الصحيحة ٧‏/١٢٠٦

وعن عبد العزيز بن صهيب قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : تَسَحَّرُوا، فإنَّ في السُّحُورِ بَرَكَةً.
    صحيح • أخرجه البخاري (١٩٢٣)، ومسلم (١٠٩٥) واللفظ للبخاري

فهذه الأحاديث وغيرها فيها الأمر بالسحور استعدادا للصيام, كما وتفيد أن في السحور بركة وفوائد .

فمن بركة وفوائد السّحور :
أ-   أنّها من سنن الرّسول صلّى الله عليه وسلم فلك أجر العمل بالسنة, عند استحضارك هذه النية تكون عبادة من العبادات تؤجر عليها. وترك السّحور مُخالف للسّنّة.
ب-   تتقوّى بالسحور على الصيام وعلى عبادة الله تعالى , وهو معين للعامل في عمله والمرأة الحامل والغلام الصغير .
ت-   الصلاة من الله وملائكته عليك :عن عبد الله بن عمر ضي الله عنهما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ الله وملائكته يصلّون على المتسحِّرين.
الألباني , السلسلة الصحيحة ٣٤٠٩رجاله ثقات

ث-   السحور يكون في وقت السحر في الثلث الأخير من الليل وقت نزول الله تعالى حيث يجيب دعوة الداع . فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربُّنا تبارك و تعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا، حتى يبقى ثُلثُ الليلِ الآخرِ، فيقول: مَن يدعونى فأَستجيبَ له؟ من يسألُنى فأعطيَه؟ من يستغفِرُنى فأغفرَ له.
أخرجه البخاري (١١٤٥)، ومسلم (٧٥٨)

فلنغتنم هذا الوقت بالدعاء والاستغفار, والمرأة يمكنها اغتنام هذا الوقت وهي تحضر طعام السحور لعائلتها. عدا عن أجرها في تحضير السّحور لهم مع إخلاص النّيّة لله تعالى.

وقال بعض أهل العلم أن السحور يتحقق من منتصف الليل إلى طلوع الفجر, لكن التأخير إلى السحر هو السنة كما هو معلوم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

ج-  صلاة قيام الليل في هذا الوقت المبارك ولو ركعة الوتر وهو أفضل الاوقات وقت نزول الله تبارك وتعالى .

ح- ففي تناول السحور الابتعاد عن التشبه بالكفار, فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب ، أكلة السحر.      صحيح مسلم ١٠٩٦

خ-  المحافظة على صلاة الفجر في وقتها والرجل في المسجد جماعة, وبالمقابل  من ينام متأخرا غير مستحضر لهذه النية فيكون سببا لتأخره عن صلاة الفجر .

د- الجلوس في المصلّى بذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس ومن ثم صلاة ركعتين. فاغتنموا أفضل الأعمال مع أفضل الأوقات وأفضل الشهور :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ.
صححه الألباني في صحيح الجامع ٦٣٤٦ وأخرجه الترمذي (٥٨٦)، والبغوي في «شرح السنة» (٧١٠)


وهذا ما حضرني من فوائد ولعل هناك فوائد لم ندركها علمها عند الله تعالى .

تقبل الله الصيام والقيام


فائدة من الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله عز وجل

‏قال ابن حجر -رحمه الله-:

البركة في السحور تحصل
بجهاتٍ متعددة وهي؛

إتباع السنة

مخالفة أهل الكتاب

التقوي به على العبادة

الزيادة في النشاط

مدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع.

التسبب بالصدقة على من يسأل إذ ذاك, أو يجتمع معه على الأكل.

التسبب للذكر والدعاء وقت مظنة الإجابة.

تدارك نية الصوم لمن غفلها.


فتح الباري [٤/١٤٠]




تمت إضافة هذه الفائدة في 13 رمضان 1445هجري

والحمد لله رب العالمين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قطعة فهم مقروء _ صف ثاني

امتحان فهم مقروء ----- للصف الثالث

أسئلة في سورة الغاشية