[ العشر الأواخر من رمضان ]

                      [ العشر الأواخر من رمضان ]



 

ها نحن نستقبل بقلوبنا العشر الأواخر من رمضان فكيف حالنا يا ترى ؟

 هل نحن حقا متشوقون لها ؟

 ولم لا وفيها ليلة عظيمة, ألا وهي ليلة القدر خير من ألف شهر.

حري بك أخي المسلم أن تتحرى هذه الليلة وتحرص على موافقتها في العبادة لأن عبادتك فيها خير من العبادة في ألف شهر غيرها .

فمن الأخطاء الشائعة بين المسلمين أنهم لا يجتهدون بالعبادة إلا ليلة السابع والعشرين مع أن حال النبي عليه الصلاة والسلام ليس كذلك.

 فقد ورد في الحديث الصحيح :

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: كانَ النبيُّ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ.

صحيح البخاري ٢٠٢٤  


وعنها رضي الله عنها قالت : كانَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ يُجاوِرُ في العَشْرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ.
 صحيح البخاري ٢٠٢٠  

- ومعنى يجاور -  يعتكف في العشر الأواخر , حرصا منه صلى

 الله عليه وسلم ليصيب هذه الليلةوينال ثوابها .

 وفي رواية عنها رضي الله عنها: أنَّ رَسولَ اللَّهِ ﷺ، قالَ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ.

 صحيح البخاري ٢٠١٧  

وربما كانت ليلة القدر في ليلة الحادي والعشرين في سنة وفي أخرى ليلة الثالث والعشرين وهكذا ولا يمكننا أن نجزم متى تقع , فلهذا من اراد الفوز بها يقينا فليتحرها في العشر كلها .

ولا تنس أيها المسلم أن تجتهد بالدعاء في هذه الليالي لنفسك ولأهلك ولجميع المسلمين , لأن مقادير الخلائق تقدر  لكل سنة في هذه الليلة, وهو التقدير السنوي .

 فما أروع من أن توفق لدعوات مباركات لنفسك ولجميع الأمة الإسلامية , لعل الله تعالى يستجيب دعاءك فيقدر لك الخير ولجميع الأمة . وخير الدعاء في هذه الليلة "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" لقول عائشة رضي الله عنها : يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو؟ قالَ : تقولينَ اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي

صححه الألباني ، صحيح ابن ماجه ٣١١٩ وأخرجه الترمذي

 (٣٥١٣)، والنسائي في «السنن الكبرى» (٧٧١٢)، وابن

 ماجه (٣٨٥٠) واللفظ له، وأحمد (٢٥٣٨٤)

 ومن اجتهد في بدايته لا بد وأن يوفق للاجتهاد في نهايته , أسأل الله تبارك وتعالى ألا نكون ممن ضيع نهاره بالنوم واللغو وليله بالسهر ...

فنسألك اللهم ربنا فوزا وتوفيقا لقيام ليلة القدر فلا نكون من المحرومين . 

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتاكم شهرُ رمضانَ، شهرٌ مبارَكٌ، فرض اللهُ عليكم صيامَه، تفتحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ

صححه الألباني ، صحيح الجامع ٥٥ وأخرجه النسائي

 (٤/١٢٩) 

 

وقد سن النبي عليه الصلاة والسلام الاعتكاف في العشر الاواخر من رمضان لما روي عنه :

فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما : أنَّ رَسولَ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأواخِرَ مِن رَمَضانَ. قالَ نافِعٌ: وَقَدْ أَرانِي عبدُ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: المَكانَ الذي كانَ يَعْتَكِفُ فيه رَسولُ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنَ المَسْجِدِ.

صحيح مسلم ١١٧١ 


فعلينا أن نحيي سنة الاعتكاف في المساجد فلا يصح إلا بها , ومن أرادت من النساء الاعتكاف فلا يصح منها إلا بموافقة زوجها .

ألا فلنبادر بالطاعات وصالح الأعمال في العشر الأواخر مضاعفين أضعافا لما اجتهدناه في العشرين الأول اتباعا لهدي الرسول  صلى الله عليه وآله وسلم وخيرالهدي هديه 

اللهم بلغنا ليلة القدر واجعلنا ممن ينال ثوابها ويوفق للدعاء فيها.

آمين آمين آمين

        ومن هنا

" ليلة القدرهي أفضل الليالي" للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

     ____________________________

 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قطعة فهم مقروء _ صف ثاني

امتحان فهم مقروء ----- للصف الثالث

أسئلة في سورة الغاشية