أقوال العلماء في قاعدة المعذرة والتعاون

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أما بعد:


هذه بعض أقوال أئمة وعلماء الدعوة السلفية في بيان بطلان قاعدة المعذرة والتعاون :
نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه

أولاً : سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن بازرحمه الله :

قال - رحمه الله تعالى - في رده على محمد علي الصابوني : ( نعم ، يجب أن نتعاون فيما

 اتفقنا عليه من نصر الحق ، والدعوة إليه ، والتحذير مما نهى الله عنه ورسوله ، أما

 عذر بعضنا لبعض فيما اختلفنا فيه ، فليس على إطلاقه ، بل هو محل تفصيل : فما كان

 من مسائل الإجتهاد التي يخفى دليلها ، فالواجب عدم الإنكار فيها من بعضنا على بعض ،

 أما ما خالف النص من الكتاب والسنة ، فالواجب الإنكار على من خالف النص بالحكمة ،

 والموعظة الحسنة ، والجدال بالتي هي أحسن ، عملاً بقوله تعالى : وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ

 وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ .

وقوله سبحانه : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ

 عَنِ الْمُنكَرِ .

وقوله عز وجل : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ

 أَحْسَنُ .

وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع

 ، فبلسانه ، فإن لم يستطع ، فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) .

وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( من دل على خير ، فله مثل أجر فاعله ) . أخرجهما
 مسلم في " صحيحيه " .والآيات والأحاديث في هذا كثيرة ) .
" مجموع الفتاوى والمقالات " : (3//58-59) جمع د.محمد الشويعر


ثانيًا : سماحة الإمام الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

قال - رحمه الله تعالى - : ( فقولهم : ( نجتمع فيما اتفقنا فيه ) ، فهذا حق ، وأما قولهم

 : ( ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه ) ، فهذا فيه تفصيل : فما كان الاجتهاد فيه سائغًا

 ، فإنه يعذر بعضنا بعضًا فيه ، ولكن لا يجوز أن تختلف القلوب من أجل هذا الخلاف .

وأما إذا كان الاجتهاد غير سائغ ، فإننا لا نعذر من خالف فيه ، ويجب عليه أن يخضع
 للحق .

فأول العبارة صحيح ، وأما آخرها فيحتاج إلى تفصيل ) . "
الصحوة الإسلامية : ضوابط وتوجيهات " : (1//218-219) جمع : علي أبو لوز


وقال مجيبًا على سؤال ورد : ( هذه القاعدة الذهبية ليست قاعدة ذهبية ، ولا تستحق أن

 تكون قاعدة ، بل ما اتفقنا فيه فهو من نعمة الله عز وجل ، والاتفاق خير من الاختلاف ،

 وما اختلفنا فيه فقد يعذر فيه المخالف وقد لا يعذر ، فإذا كان الاختلاف في أمر يسوغ فيه

 الاختلاف فهذا لا بأس به .

ولا زال الأئمة يختلفون ، فالإمام مالك ، والشافعي ، وأحمد ، وأبو حنيفة كلهم يختلفون .

وأما إذا كان الخلاف لا يعذر فيه كالخلاف في العقائد ، فإنه لا يعذر بعضنا بعضًا ، بل

 الواجب الرجوع إلى ما دل عليه الكتاب والسنة ، فعلى المرجئة ، وعلى الشيعة ، وعلى

 كل مبتدع أن يرجع إلى الكتاب والسنة ولا يعذر ، فهذه القاعدة ليست قاعدة ذهبية ،

 ولعلك تسميها قاعدة خشبية .عرفت الآن الذي يسوغ فيه الاجتهاد ، هذا لا بأس أن

 نسمح للمخالف ، والذي لا يسوغ فيه الاجتهاد كمسائل العقائد التي يخالف فيها الإنسان

 السلف لا يمكن أن يعذروا ) .
سلسلة لقاء الباب المفتوح " : ( شريط 75 ) .

وقال رحمه الله وأعلى درجته: عند تفسيره لقوله تعالى { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى

 الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) } { وَلا

 تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

 (105) }

(أما ما ينتشر عند بعض الناس من قولهم : يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ويعين

 بعضنا بعضا فيما اتفقنا فيه فهل لهذه الكلمة أصل في الشرع؟

هذا غلط في الجملتين جميعا فالجملة الأولى (يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) هي

 كقول بعض الفقهاء : لا إنكار في مسائل الاجتهاد لأن هذه العبارة معروفة عند الفقهاء

 وهذا على إطلاقه ليس بصحيح فما اختلفنا فيه إن كان الحق لم يتبين فيه تبينا لا يعذر

 فيه المخالف فهنا نعم نعذره لأن له رأي ولنا رأي أما إذا كان الحق واضحا فإن من

 خالفنا لا نعذره في ذلك فهي على إطلاقها غير صحيحة .

وأما الثانية وهي قول ) يعين بعضنا بعضا فيما اتفقنا فيه) فهذا غير صحيح أيضا لأننا لو

 اتفقنا على باطل لم يحل أن يعين بعضنا بعضا بل وجب أن ينهى بعضنا بعضا عن هذا

 الباطل فهو أيضا على إطلاقه لا يصح ولعل الذي قاله يقصد ما ليس بباطل ولا يخالف

 الشريعة لكن الجملة الأولى دخل فيها أنس عندهم انحراف في العقيدة وفي المنهج

 .والإسلام يسعهم قالوا: نحن يجب أن نستظل بظل الإسلام وإن اختلفنا ولذلك تجدهم

 يدخلون في حزبهم الفاسق حالق اللحية شارب الدخان المتهاون بالصلاة وما أشبه ذلك

 وهذا خطأ وفي المقابل الذي يريد من الناس أن يكونوا صلاحا في كل دقيق وجليل وإلا
 فليسوا أخوانا لنا فهذا خطأ أيضا.) 
انتهى من تفسير سورة آل عمران 2/14-15


ثالثًا : فضيلة محدث بلاد الشام الإمام محمد ناصر الدين بن نوح الألباني رحمه الله:

قال - رحمه الله تعالى - في رده على من يقول بها : ( هم أول من يخالف هذه الفقرة ،

 ونحن لا نشك بأن شطرًا من هذه الكلمة صواب ، وهو : ( نتعاون على ما اتفقنا عليه ) .

الجملة الأولى هي - طبعًا - مقتبسة من قوله تعالى : وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى .

أما الجملة الأخرى : ( يعذر بعضنا بعضًا ) ، لا بد من تقييدها … متى ؟

حينما نتناصح ، ونقول لمن أخطأ : أخطأت ، والدليل كذا وكذا ، فإن رأيناه ما اقتنع ،

 ورأيناه مخلصًا ، فندعه وشأنه ، فنتعاون معه فيما اتفقنا عليه .أما إذا رأيناه عاند

 واستكبر وولى مدبرًا ، فحينئذ ، لا تصح هذه العبارة ، ولا يعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه ) .اهـ
مجلة الفرقان الكويتية " : عدد (77) ص22 


رابعًا : فضيلة محدث الديار اليمانية العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله:

قال - رحمه الله تعالى - : ( وأما قول القائل : ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ، وليعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه ) فلا ، لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ .
ويقول : فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ .
لا يقول حزب من الأحزاب : أنت تنازل أيها الحزب عن جميع أفكارك واتبعنا . لا ، معناه أن لا تدعوه إلى تقليدك ، قل له : نحن وأنت نتبع رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قل له : تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ .
أن لا نحكم إلا كتاب الله ولا نحكم إلا سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، الاختلاف هلكة .
روى البخاري ومسلم في " صحيحيهما " عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : ( ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ) .
وروى البخاري ومسلم في " صحيحيهما " من حديث النعمان بن بشير - رضي الله تعالى عنه - أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) .
وروى أبو داوود في " سننه " من حديث محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : ( افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقةً ، وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقةً ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقةً ) .
فالفرقة تعتبر عذابًا ، وأما حديث : ( اختلاف أمتي رحمة ) ، فحديث لا سند له ، أعني أنه حديث باطل ، لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ . إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ .
مفهوم الآية الكريمة أن الذين يختلفون لم يرحمهم الله عز وجل ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في " صحيح البخاري " من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : سمعت رجلاً قرأ آيةً ، وسمعت النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقرأ خلافها ، فجئت به النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فأخبرته ، فعرفت في وجهه الكراهية وقال : ( كلاكما محسن ، ولا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا ) .
فالاختلاف هلكة ويغذيه أعداء الإسلام ، وتغذية المخابرات الخبيثة ، ويجب على طلبة العلم أن يتبرءوا إلى الله من الحزبية ، نقول هذا حتى بحت أصواتنا مشفقين على طلبة العلم أن تضيع أعمارهم في الحزبية ، وأن تضيع أعمارهم في ( قال : فلان ، قال : فلان ) نحن نريد ( قال الله ، قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ) ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ .
ويقول : وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ .
ويقول : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ .
فالأمر خطير ؛ الحزبية فرقت المسلمين ، فرب شخص يكون حافظًا للقرآن مبرزًا في السنة ، وبعد أن تتدنس فكرته بحزبية فإذا هو قد أصبح من جملة العامة ، ربما يحلق لحيته ويلبس البنطلون ويكون مخزنًا مدخنًا ، إلى غير ذلك .
فحذار حذار من الحزبية ، والواجب علينا أن نبتعد عنها وأن نحذر جميع المسلمين ، قد تأكدنا جميعًا أن أعداء الإسلام يحرصون على التحريش بين المسلمين ، النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : ( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش ) .
فأعداء الإسلام يسلكون مسلك الشيطان في التحريش بين الجماعات ، الجماعة الواحدة ما تدري إلا وقد انقسمت إلى قسمين أو إلى ثلاثة … ) .

مقتل الشيخ جميل الرحمن - رحمه الله تعالى - " :
( السؤال السادس ) .


وقال - غفر الله له - أيضًا : ( وإن تشهيرنا بضلال محمد رشيد رضا المتستر بالسلفية ، ليدل على أن أهل السنة ليس لديهم محاباة ، وهذا بخلاف جهلة "الإخون المسلمين " الذين يدندنون بقول من قال : نتعاون فيما اتفقنا عليه ، وليعذر بعضنا بعضًا فيما أختلفنا فيه . وقوله : وليعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه : باطل ، لأن من المختلف ما لا يجوز أن يعذر عليه صاحبه ، كما هو معلوم من الشرع )

. أواخر رسالته : " ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر ، وبيان بعد محمد رشيد رضا عن السلفية " .


خامسًا : سماحة العلامة الفقيه د. صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :
" الدعاة بعضهم يقول لا تذكرون التوحيد الدعاة ! إلّي يسمّون أنفسهم دعاة يقولون لا تذكرون التوحيد تنفرون الناس خلوا الناس على عقائدهم خلون - نتوافق - نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعض فيما اختلفنا فيه هذه القاعدة الذهبية عندهم يسمونها الذهبية وهي قاعدة طاغوتية . لا تنكرون على الناس الشرك والكفر خلو الناس على ما هم عليه أحرار على عقائدهم لكن نجتمع ونتعاون ونرد على الزنادقة وعلى الملاحدة وعلى الشيوعيين وعلى العلمانيين فقط وأما فيما بيننا خلوا كل واحد على ما هو عليه, ما يجوز الكلام هذا أبدا ولايمكن أن نقف في وجوه الزنادقة والملاحدة والكفار ونحن هكذا ما يمكن هذا اليهودي ماذا قال للرسول صلى الله عليه وسلم لم أدرك خطأ من بعض الناس قال إنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشاء محمد وتقولون والكعبة, شوف يهودي أنكر هذا أو أحتج بهذا على المسلمين فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال : قولوا ماشاء الله وحده لاتقولوا ماشاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ماشاء الله وحده وقولوا ورب الكعبة , الرسول ما قال أنت يهودي ولا نقبل منك - لا - قبل من هذا ونهى عنه فيجب على الدعاة أن ينظروا إلى هذه الأمور ويمحصوها ويخلصوا المسلمين منها قبل أن يدعو الكفار إلى الدخول في الإسلام يصلحون أنفسهم أولا - قبل - أما أن الكفار يدخلون على طريقة مثلا ابن عربي أو طريقة القبوريين فهذا كل واحد يدخلون أو ما يدخلون كله سواء  كله كفر فليس هذا هو الإسلام * هذه قاعدة تستوعب الفرق الضالة حتى لو كانت أشدها ضلالا - كالرافضة - ؛ مذهبة لقاعدة الولاء والبراء.


سادسًا : فضيلة العلامة الشيخ د. ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله :
قال - حفظه الله وعافاه - مجيبًا على سؤال ورد : ( ثم التوحيد يبقى قائمًا بدون مصطلحات ؟!! أهم شيء في الإسلام يبقى بدون مصطلحات وبدون بيانات ؟؟!!
فهذا الذي عارض ؛ يعني أرى أنه جاهل وأنه يجمع بين التصوف وبين الإخوانية ؛ لأن " الإخوان المسلمون " هم الذين يقولون : نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه .
وهم الذين يقولون : إيمان ، إيمان ، إيمان ، ولا يستطيعون أن يقولوا : التوحيد والشرك ؛ لأن كلمة إيمان لما يقولها يحضر اليهودي ، والنصراني ، وغيرهم ، ولا يخجل ، ولا يستاء .
الإيمان بالله ، الإيمان باليوم الآخر ، الإيمان بكذا يصدّق اليهودي ، والنصراني ، ولا يغضب .
لكن لما تدخله في توحيد الألوهية وتقول : عيسى عبد الله ورسوله ليس ابن الله ، فيغضبون ويحاربونك وينفضوا عنك !
إذا أحببت أن تكسبهم قل لهم : إيمان ، إيمان فقط ، لا تتعرض للعقيدة ولا تتعرض لتوحيد العبادة ؛ يعني القبوريين لو تقول لهم : إيمان ، إيمان يصفقون لك . لكن لو قلت : البدوي ، الرفاعي لا يُذبح له ، لا يُدعى ، لا يُنذر له . فيُحاربونك .
قال تعالى : وَإِذَا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ .
هذه قاعدة قديمة ومستمرة في أهل الضلال ، وإن كنا لا نكفر هذه النوعيات السيئة التي أساءت إلى الإسلام بمواقفها وحروبها ، فهذا كلام سيء على صاحب هذا الموقف أن يتوب إلى الله ، وأن يعود من جديد لدراسة الإسلام ) .

فتاوى في العقيدة والمنهج " : ( الحلقة الثانية : جمع الأخ الفاضل فواز الجزائري ) .

سابعًا : فضيلة العلامة الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله :

قال - حفظه الله وعافاه - مجيبًا على سؤال ورد : ( أما تبرأ أصحاب المقالات المخالفة والشاذة ، فهذا أمر حادث وأمر موجود حتى الرافضي مستعد لأن يتبرأ من كفرياته وضلالاته ولكن هذا لا يعفي ، فالخطأ منه ما هو مستور مقصور على صاحبه وهذا هو الذي يكتفى فيه بنصح صاحبه فإن أحسن فلنفسه ، وإن أساء فعليها .
وأما ما هو ذائعٌ وفاشٍ ومنتشِر ومروجٌ له ويُنشر باسم السنة فإن السكوت عنه جناية على السنة ، وأظن القائل وقع ولعله من حيث لا يشعر في قاعدة المعذرة والتعاون وهي ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه ) .تلك القاعدة التي هي " قاعدة المنار " أولاً ثم هي قاعدة " الإخوان المسلمين " ثانيًا ، وهذه القاعدة قاعدة فاجرة ضالة مضلة سلوكها جناية على الإسلام وأهله ، وقد انطلقت منها الآن الدعوة إلى وحدة الأديان والتآخي بين الأديان ، فإني أنصح القائل هذا أن يراجع السنة وأن يراجع سيرة السلف الصالح وكيف معاملتهم ) .

" شريط السلفية عز لأهلها " .


ثامنا : فضيلة العلامة الشيخ عبد الله الغديان رحمه الله : 

السؤال ما رأيكم في هذه القاعدة: (نتعاون فيما اتفقنا فيه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)؟


الجواب: هذه القاعدة، قاعدة من الوضع الجديد، يعني ما هي من القواعد العلمية من قواعد الأولين؛ لأن هذه ممكن يستخدمها اليهود والنصارى والمسلمون، يقولون: حنا نتفق على وجود الله، خلونا نتفق على وجود الله وكل واحد له دينه، بمعنى أن حنا نعترف بالأديان الباطلة، وهذا ليس بصحيح؛ لأن الله جل وعلا يقول: ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ )، ويقول: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ)، ويقول للرسول -صلى الله عليه وسلم-: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، فهذه القاعدة يعني يمكن تطبيقها على ما ذكرت لكم، يعني جميع الأديان الموجودة على وجه الأرض يتفقون على وجود الله، يقول: إن نبي نتفق على وجود الله، لكن كل على دينه يسمون هذا إباحية الأديان؛ لأن فيه: إباحية الأديان، وإباحية العقول، وإباحية الأعراض، وإباحية النفوس، إباحية النفوس مثل: ما يجري الآن من هل القتل، وإباحية الأعراض مثل: اللواط، ومثل: الزنا، مثل: رئيس دولة فيه دكتور أو بروفسور، وفيه عضو في مجلس الشورى عندهم في بلدهم، العضو الذي في مجلس الشورى تزوج البروفسور الذي يدرس في الجامعة، ورئيس الدولة يقول: إن هذا دليل على أن هذه الدولة تطبق الديمقراطية، هذه الديمقراطية اللي يدعون بها الآن، هي عبارة عن إباحية العقول من ناحية المسكرات، وإباحية الأعراض، أنا قرأت في قرار صادر من مؤتمر عقد في الصين، ومما جاء في مسألة الإباحية، مسألة الديمقراطية، ومما جاء فيه أنه يجوز للرجل أن يتزوج الرجل، ويجوز للمرأة أن تتزوج المرأة؛ فهل هذه مقاييس وضعها الله جل وعلا؟ أم ان هذه المقاييس وضعها أعداء الله جل وعلا؟ فنترك شرع الله في جهة ونأخذ بقوانين الخلق من جهة أخرى، هذا ما يجوز؛ فهذه القاعدة: هي مدخل لهذا الكلام الذي ذكرت لكم؛ أما بالنظر للاختلاف الفروع الفقهية التي تتجاذبها الأدلة، ويختلف فيها علماء على مستوى العلم، هذا ما فيه مانع له، لكن هل يطبقونها على ما ذكرت لكم.


http://www.albaidha.net/vb4/showthread.php?t=29869

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قطعة فهم مقروء _ صف ثاني

امتحان فهم مقروء ----- للصف الثالث

أسئلة في سورة الغاشية