المُتَشبِّهين مِن الرِّجالِ بِالنساءِ، والمُتَشبِّهَات مِن النِّسَاءِ بِالرِّجالِ

 بسم الله الرحمن الرحيم 

 

باب تحريم تشبُّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في لباسٍ وحركةٍ وغير ذَلِكَ 



الملف الصوتي للشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله

 
1/1631- عن ابنِ عبَّاسٍ رضي اللَّه عَنْهُما قَالَ: "لَعَنَ رسُولُ اللَّهالمُخَنَّثين مِنَ الرِّجالِ، والمُتَرجِّلاتِ مِن النِّساءِ". 
وفي روايةٍ: "لَعنَ رسُولُ اللَّهِالمُتَشبِّهين مِن الرِّجالِ بِالنساءِ، والمُتَشبِّهَات مِن النِّسَاءِ بِالرِّجالِ" رواه البخاري. 
2/1632- وعنْ أَبي هُريْرةَ  قَالَ: "لَعنَ رسُولُ اللَّهالرَّجُلَ يلْبسُ لِبْسةَ المرْأةِ، والمرْأةَ تَلْبسُ لِبْسةَ الرَّجُلِ" رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيحٍ. 
3/1633- وعَنْه  قَال: قَال رسُولُ اللَّه ﷺ: صِنْفَانِ مِنْ أهلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِياطٌ كأذْنَابِ الْبقَرِ يَضْرِبونَ بِها النَّاس، ونِساء كاسياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمةِ الْبُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجنَّةَ، وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وإنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مسِيرَةِ كذَا وكَذَا رواه مسلم. 

 
الشيخ: 
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه. 
أما بعد: 
فهذه الأحاديث الثلاثة فيها التحذير من التشبه بالرجال من جهة النساء، والتشبه بالنساء من جهة الرجال، وأنه لا يجوز لكل صنفٍ أن يتشبَّه بالآخر، فالله ميَّز هؤلاء عن هؤلاء، وهؤلاء عن هؤلاء، فيجب أن يتميَّزوا، وألا يتشبَّه بعضُهم ببعضٍ: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ [النساء:34]، فالواجب على الرجل أن تكون له ميزة وصفة، وعلى المرأة كذلك. 
ولهذا لعن الرسولُالمتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، والمخنث: هو الذي يتشبَّه بالمرأة، يقال: "مُخَنَّث ومُخَنِّث" يعني: المتشبه بالمرأة، فالتَّخنُّث: التشبه بالنساء، فالواجب الحذر من ذلك، وأن يكون الرجلُ في لباسه وكلامه وحركته متميزًا، والمرأة كذلك، فليس للرجل أن يتشبه بالمرأة في لبسها، ولا في كلامها، ولا في مشيتها، ولا غير ذلك، وهي كذلك، ليس لها أن تتشبه بالرجل في كلامه، أو مشيه، أو لباسه، أو غير ذلك. 
وفي اللفظ الآخر: لعن اللهُ الرجلَ يلبس لبس المرأة، ولعن اللهُ المرأةَ تلبس لبس الرجل. 
والحديث الثاني: يقول ﷺ: صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال بأيديهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، هذا يدل على أنَّ وجود مَن يتعدى على الناس من شرطةٍ أو غيرهم لا يجوز، بل يجب أن يكون ذلك في حدود الأمر الشرعي، أما ضرب الناس -من جهة الدولة أو غير الدولة- بغير حقٍّ فهو من الظلم، فلا بدّ أن تكون السياطُ محدودةً بالحد الشرعي من رجال الدولة ومن غيرهم: كالهيئة التابعة للدولة، والشرطة، وكل مَن له سلطة يجب أن تكون سياطه محدودةً، وليس له أن يظلم الناس، يقول الله : وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا [الفرقان:19]، ويقول النبي ﷺ: اتَّقوا الظلم، فإنَّ الظلم ظلماتٌ يوم القيامة، فالواجب الحذر من الظلم: كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه كما قال النبيُّ عليه الصلاة والسلام. 
ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، مائلاتٌ مميلاتٌ، رؤوسهنَّ كأسنمة البُخْت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها. 
كاسيات عاريات يعني: ملابسهن قصيرة، أو رقيقة، اسمها كسوة، لكنها عارية في الحقيقة، مائلة عن العِفَّة وعن الصلاح، مميلة لغيرها إلى الفساد والفواحش. 
رؤوسهنَّ كأَسْنِمَة البُخْت المائلة يعني: يُعظّمن الرؤوس بأشياء يجعلنها فيها، حتى تكون كأسنمة البخت المائلة، والبُخْت: نوعٌ من الإبل لها سنامان بينهما شيء منخفض، فهن يجعلن على رؤوسهنَّ أشياء حتى تكون كأسنمة البخت المائلة، يكون لهن مثل الرأسين بينهما فجوة تُشبه أسنمة البخت المائلة، إما للتمييز، وإما للتعاظم، وإما لأسبابٍ أخرى. 
فالواجب على النساء أن يحذرن هذه الصفات، وأن يكن عفيفات، بعيدات عن الفواحش، بعيدات عن الميل عن الحق والصواب، بل يلزمن الزي الصالح، والسيرة الحميدة، والحذر مما حرم الله عز وجل من الميل عن الحق، أو الإمالة إليه، أو لباس ما لا يستر من الملابس لقصره أو لرقته، والحذر من الميل إلى الباطل أو إلى الزنا، والحذر من إمالة الناس إليه من أخواتٍ، أو جارات، أو بنات، يجب على المرأة أن تحذر الزنا، وأن تحذر أن تكون عونًا فيه، أو مشيرةً فيه، أو تُميل الناس إليه، وكما يحرم على النساء يحرم على الرجال، فيحرم على الرجال أيضًا أن يكونوا دعاةً للباطل، دعاةً للإثم في أقوالهم، أو أفعالهم؛ نسأل الله العافية. 
وفَّق الله الجميع. 

 
 
الأسئلة: 
 
س: حلق اللحية هل يكون من التَّخنُّث في شيءٍ؟ 
ج: هو محرَّم، وفيه تشبُّه بالنساء؛ لأنَّ النساء ليس لهنَّ لحًى. 
س: لكن بعض الفقهاء يُدخل حالقَ اللحية تحت حكم التَّخنُّث؟ 
ج: حكاه ابنُ عبدالبر عن بعض أهل العلم؛ لأنَّ وجود لحيةٍ بدون شعرٍ فيه تشبُّه بالنساء. 
س: عندنا في أوروبا وفي أمريكا هناك أناسٌ يجرون عملية فيُغيِّرون الذكر إلى أنثى؟ 
ج: هذا يُسَمَّى الخنثى. 
س: كيف تكون التوبة عليهم؟ 
ج: ما يصير الذكر أنثى إلا إذا كان خُنْثَى، ففرج المرأة غير فرج الرجل. 
س: لكنهم يجرون عملية؟ 
ج: هذه عملية الخناثة. 
س: هل تنفع التوبة؟ 
ج: وإلا آلة رجل، وآلة أنثى، فإذا كان الغالب عليه صفات الأنثى أزالوا عنه علامات الرجل، وإذا كان الغالب عليه صفات الرجل أزالوا عنه علامات الأنثى. 
س: ما فيها بأس؟ 
ج: هذا يقع في الخناثة، فإذا وقع هذا فلا بأس به، لا بأس أن يُعامل معاملة الرجال إذا كانت الصفات الغالبة عليه صفات الرجل، ويعامل معاملة النساء إذا كان الغالب عليه صفات النساء. 
س: تُجْرَى العملية على مَن ليس له هذه الصفات، ليس بخنثى؟ 
ج: لا، هذا ما يُتصور، ما له فرج، فرج الرجل غير فرج المرأة. 
س: لكنهم يجرون العملية؟ 
ج: على كل حال، إذا كان بغير سببٍ فحرام ومنكر، وعندهم الشرك أكبر من هذا. 
س: بعض النساء تلبس ما يُسَمَّى الكاب، فإذا لبسته المرأة يُبرز الكتفين، فما الحكم؟ 
ج: إذا كانت مستورةً فالحمد لله، فكون أعضائها مستورة أطيب وأكمل. 
س: يُبرز الكتفين؟ 
ج: الحجم ما يضر إذا كانت مستورة الشعر والبدن واللحم، فالأمر سهل. 
س: يصف اللحمَ، يعني: إذا لبسته المرأة يفتن الرجال؛ لأنه يُبين أجزاء المرأة: يبين كتفها وعجيزتها؟ 
ج: ما يجوز هذا، الذي يُبين شيئًا من صفاتها هذا منكر، لا بدّ أن تكون متسترةً. 
س: البنطلون للنساء؟ 
ج: تلبس لباس جماعتها الذي لا يُشابه الرجال، تلبس لباس النساء اللاتي من جماعتها، ولا يكون شهرةً، ولا مُشابهًا للرجال، والرجل كذلك يلبس لباس الرجال أمثاله. 
س: عند الحاجة والضَّرورة كالبرد مثلًا، فإذا كان الوقت محددًا وخرجوا للبَرّ، فجاءهم بردٌ؛ فلبست المرأة مشلحًا أو كوت رجل؟ 
ج: لا تلبسه ............ 
س: زيادة: الْعَنُوهُنَّ فإنَّهن ملعونات في الحديث؟ 
ج: ما أتذكر هذه الزيادة. 


*******************************


نصيحة من الشيخ الألباني للنساء المترجلات  

 

السائل : 

 سمعنا من هؤلاء النساء الموجودات في بعض الجامعات أو المدارس أو الكليات أو بعض النساء المحاضرات ، عندما يلقون المحاضرة أو الدرس أو يقرؤون القرآن في السماعة في الصباح سمعنا أن هؤلاء النساء لم يستمتع أزواجهم أبدا في هؤلاء النساء لأنهن مترجلات ، فنريد التوضيح منك حول هذا السؤال . 




 
الشيخ :  

الأصل في هذه المسألة سوء التربية ومن أسباب سوء التربية فساد المجتمع وفساد المناهج التي يقام على أساسها تدريس الرجال والنساء أو الشباب والشابات ذلك لأن الطالبات في المدارس أنا على مثل اليقين أنهن لا يسمعن مثل قوله عليه السلام ( لعن الرجلة من النساء )، وكذلك الحديث الآخر الذي يرويه عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال )، في اعتقادي أن الطالبات اللاتي يتخرجن من المدارس الثانوية أو مما فوقها لم يطرق سمعهن مثل هذا الحديث أو ذاك الحديث الأول ولئن طرق شيء منهما مسامعهن يوما ما فذلك مما يدخل في أذن ويخرج من أذن الأخرى لأن المناهج التي تدرس أو تلقى الدروس على أساسها لا تسمح لمدرسة حتى لو كانت متدينة أن تتوسع في مثل هذا الموضوع ومعلوم في الشرع وعند أهل العلم به أن الأصل في الرجل أن يخرج من داره ليعمل لصالح أهله وذويه ، وعلى العكس من ذلك فالأصل للمرأة أن تظل في بيتها وأن لا تخرج عنه عملا بقول ربها تبارك وتعالى (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ))، فلما صارت المرأة كالرجل تخرج صباحا وتعود مساء ، صارت في ذلك متشبهة بالرجل من حيث تدري أو لا تدري ، من حيث تشعر أو لا تشعر ولذلك فنحن لم نعد في هذه الأزمنة المتأخرة نرى الفتاة العذراء التي تخجل أن يقع بصرها على رجل بل هي من شدة حيائها ترمي ببصرها إلى الأرض لترى خطواتها وهي تمشي ، لم نعد نرى هذه الفتاة التي كان أمثالها معروفا حتى في عهد الجاهلية، فضلا عن عهد الإسلام الأول الأنور ألأطهر من أجل ذلك جاء في الصحيح في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه كان أشد حياء من البكر في خدرها ، هذه البكر التي شبه سيد البشر عليه الصلاة والسلام في حيائه بها، لم نعد نسمع بها في زمننا هذا ذلك لأنه غلب على النساء التشبه بالرجال لا شك أن لهذا أسبابا كثيرة من أهمها ابتداء سيطرة الحكام الكفار على كثير من البلاد الإسلامية فنشروا فيها عاداتهم وتقاليدهم وأذواقهم وأخلاقهم المنحرفة عن الفطرة السليمة فورثها جيل من الناس وتلقاها أساتذة موجهون زعموا وأستاذات ونشر هؤلاء جميعا بين هذا الجيل الناشيء من فتيان وفتيات ما يسمونه بالمساواة بين النساء والرجال فكان هذا من أسباب انتشار قلة الحياء في النساء الذي جعل الكثيرات منهن مترجلات ومما لا شك فيه أن ترجل المرأة يجعلها تعتد بشخصيتها أمام زوجها وقد تعلو عليه بصوتها وربما تذله أمام بعض أقاربه وأقاربها استعلاء منها على زوجها، أين هذا مما جاء في وصية الرسول صلى الله عليه وسلم الرجال بالنساء وعلل ذلك بقوله عليه السلام بعلة تنافي تماما هذه التربية التي نراها في العصر الحاضر ألا وهو قوله عليه السلام ( استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم )، الشاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر بالاستيصاء بالنساء خيرا في هذا الحديث علل ذلك عليه السلام بأنهن عوان عندكم، أي أنهن كالأسارى، الأسير لا يستطيع أن يعمل شيئا مع سيده كذلك المرأة المسلمة المتخلقة بأخلاق الإسلام الصحيحة ، هي أمام زوجها كالأسير ولذلك خشي عليه السلام على الرجال أن يستغلوا هذا الوصف اللائق بالنساء ، فيستعلون عليهن ويتجبرون عليهن ، ويظلمونهن ولذلك أمر بالاستيصاء بالنساء خيرا وعلل بهذه العلة وهي قوله عليه السلام ( فإنهن عوان عندكم )، أصبحت النساء اليوم لسن بحاجة إلى توصية الرجال بهن، بل انقلبت الآية ، فأصبحت النساء بحاجة إلى أن يوصين بالرجال خيرا، لأنهن أصبحن مستقلات في أعمالهن في تصرفاتهن فكثيرا ما نسمع عن بعضهن أنه ما في فرق بيني وبين زوجي ، فهو زوج وأنا زوجة وهو شريك وأنا شريك معه في الحياة فعلى المسلمات المتمسكات بدينهن إذا كنّ قد ابتلين بشيء من المخالطة في هذا المجتمع أن يحاولن أن ينجون بأنفسهن من أن يتأثرن بشيء من هذا الانجراف الذي وقعت فيه كثيرات من النساء  بسبب ما ذكرناه من فساد التربية وفساد المجتمع وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين والسلام عليكم . 

 
السائل : الله يجزيك كل الخير وعليكم السلام . 




للاستماع للفيديو بارك الله فيكم : نصيحة من الشيخ الألباني للنساء المترجلات  



*************************************************



الشيخ محمد بن صالح العثيمين  شرح رياض الصالحين- 

باب تحريم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال. 

 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء. وفي رواية: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. رواه البخاري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل. رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ). رواه مسلم 

 

القارئ : قال رحمه الله تعالى "باب تحريم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال 
عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء وفي روايةٍ لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال رواه البخاري 
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبسُ لبسةَ المرأة، والمرأة تلبسُ لبسةَ الرجل رواه أبو داود بإسناد صحيح 
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( صنفان من أهل النار لم أرهما قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ، رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا رواه مسلم " 

 
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . 
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين باب تحريم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال 
وذلك أن الله سبحانه وتعالى خلق الذكور والإناث وجعل لكل منهما مزية الرجال يختلفون عن النساء في الخلقة والخلق والقوة والدين وغير ذلك والنساء كذلك يختلفن عن الرجال فمن حاول أن يجعل الرجال مثل النساء أو النساء مثل الرجال فقد ضاد الله في قدره وشرعه وحاد الله في قدره وشرعه لأن الله سبحانه وتعالى له الحكمة فيما خلق وفيما شرع 
ولهذا جاءت النصوص بالوعيد الشديد باللعن والطرد والابعاد عن رحمة الله بتشبه الرجل بالمرأة أو المرأة بالرجل فمن تشبه بالنساء فهو ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ومن تشبهت بالرجال فهي ملعونة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عباس رضي الله عنه وعن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم ( لعن المخنثين من الرجال وفي لفظ المتشبهين من الرجال بالنساءوهؤلاء هم المخنثون في هذا الحديث ( ولعن المترجلات من النساءيعني المتشبهات بالرجال واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله 
فإذا تشبه الرجل بالمرأة في لباسه ولا سيما إذا كان لباسا محرما كالحرير والذهب أو تشبه بالمرأة في كلامه وصار يلوث لسانه في الكلام حتى كأنما تتكلم المرأة أو تشبه بالمرأة في مشيته أو غير ذلك مما يختص بالمرأة فإنه ملعون على لسان أشرف الخلق ونحن نلعن من لعنه رسول الله فالمتشبه من الرجال بالنساء ملعون 
كذلك المرأة إذا تشبهت بالرجال فإنها ملعونة لو صارت تتكلم كما يتكلم الرجل أو جعلت لها عمامة كما يلبس الرجل أو جعلت ثيابها كثياب الرجل ومن ذلك البنطلون فإن لباس البنطلون خاص بالرجال النساء عليهن أن يلبسن الثياب الساترة والبنطلون كما نعلم جميعا يكشف المرأة تتبين أفخاذها وسوقها يعني سيقانها وما أشبه ذلك فلهذا نقول لا يحل للمرأة أن تلبس البنطلون حتى عند زوجها لأنه ليست العلة العورة أو سترها العلة التشبه فإذ تشبهت المرأة بالرجال فهي ملعونة على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا أردف المؤلف رحمه الله أردف حديثه حديث ابن عباس بحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( صنفان من أهل النار لم أرهما قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناسقال العلماء وهؤلاء هم الشرط الذين يضربون الناس بغير حق معهم سياط كأذناب البقر يعني سوط طويل وله ريشة يضرب بها الناس بغير حق أما بحق فإنه يضرب المعتدي (( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله )) لا ترأفوا بهما اجلدوهما تماما لكن من ضرب الناس بغير حق فهو من أصناف أهل النار والعياذ بالله الثاني ( نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذاهؤلاء أيضا النساء كاسيات عاريات قيل كاسيات في ثيابهن كسوة حسية عاريات من التقوى لأن الله قال (( لباس التقوى ذلك خير )) وعلى هذا فيشمل هذا الحديث كل امرأة فاسقة فاجرة وإن كان عليها ثياب فضفاضة لأن المراد بالكسوة الكسوة الظاهرة كسوة الثياب عاريات من التقوى لأن العاري من التقوى لا شك أنه عار كما قال تعالى (( ولباس التقوى ذلك خير )) وقيل كاسيات عاريات أي عليهن كسوة حسية لكن لا تستر إما لضيقها وإما لخفتها تكون رهيفة ما تستر وإما لقصرها كل هذا يقال في المرأة التي تلبس ذلك إنها كاسية عارية 
مميلة مائلة مميلة يعني تميل المشطة كما فسرها بعضهم بأنها المشطة المائلة التي تجعل المشي على جانب فإن هذا من الميل لأنها مميلات بمشطتهن ولا سيما وأن هذا الميل الذي جاءنا إنما ورثنه من نساء الكفار وهذا والعياذ بالله ابتلي بعض النساء فصارت تش... الراس أي تشق أو تفرق ما بين الشعر من جانب واحد فتكون هذه مميلة أي قد أمالت مشطتها وقيل مميلات أي فاتنات غيرهن لما يخرجن به من التبرج والطيب وما اشبه ذلك فهن مميلات لغيرهن ولعل المعنى ولعل اللفظ يشمل المعنيين لأن القاعدة ان النص إذا كان يحتمل معنيين ولا مرجح لأحدهما فإنه يحمل عليهما جميعا وهنا لا مرجح ولا منافاة لاجتماع المعنيين فيكون شاملا لهذا وهذا 
وأما قوله ( مائلات ) فمعناه منحرفات عن الحق وعما يجب عليهن من الحياء والحشمة تجدها في السوق تمشي مشية الرجل بقوة وجلد حتى إن بعض الرجال ما يستطيع يمشي هذه المشية لكن هي تمشي كأنها كأنها جندي من شدة مشيتها وضربها في الأرض وعدم مبالاتها كذلك أيضا تضحك إلى زميلتها معها تضحك وترفع الصوت على وجه مثير للفتنة وكذلك تقف على صاحب الدكان تماكسه بالبيع والشراء وتضحك إليه وتضحك معه وربما تمد يدها إليه ليضع عليها الساعة ساعة اليد وما اشبه ذلك من المفاتن والبلاء فهؤلاء مائلات لا شك أنهن مائلات عن الحق نسأل الله العافية 
( رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ) البخت نوع من الإبل لها سنام طويل ينضجع يمينا أو شمالا هذه ترفع شعر رأسها حتى يكون مائلا يمينا أو يسارا كأسنمة البخت المائلة وقال بعض العلماء بل هذه المرأة تضع على رأسها عمامة كعمامة الرجل حتى ترتفع يرتفع الخمار ويكون كأنه سنام إبل من البخاتي وعلى كل حال فهذه تجمل رأسها بتجميل يفتن 
( لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ) نعوذ بالله يعني لا يدخلن الجنة ولا يقربنها 
( وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) من مسيرة سبعين عاما أو أكثر ومع ذلك لا تقرب هذه المرأة الجنة والعياذ بالله لأنها خرجت عن الصراط فهي كاسية عارية مميلة مائلة على رأسها ما يدعو إلى الفتنة والزينة 
وفي هذا دليل على تحريم هذا النوع من اللباس لأنه توعد عليه بحرمان الجنة وهذا يدل على أنه من الكبائر وكذلك المتشبهات من النساء بالرجال تشبههن من كبائر الذنوب وكذلك المتشبهون من الرجال بالنساء تشبههم من كبائر الذنوب 
وهنا مسألة تشكل على بعض النساء وعلى بعض الناس أيضا يفعل الإنسان ما ... به التشبه ويقول أنا ما نويت أنا لم أنو التشبه فيقال إن الشبه صورة ظاهرة متى وجدت حصل التشبه سواء بنية أو بغير نية فمتى ظهر أن هذا تشبه ويشبه الكافرات أويشبه الفاجرات والعاهرات أو يشبه الرجال من المرأة أو المرأة من الرجل متى ظهر التشبه فهو حرام سواء كان بقصد أو بغير قصد لكن إن كان بقصد فهو أشد وإن كان بغير قصد قلنا له يجب عليك أن تغير ما تشبهت به حتى تتحول إلى الابتعاد عن التشبه 
وأما الحديث الأخير حديث أبي هريرة رواه أبو داود بإسناد حسن أن الرسول عليه الصلاة والسلام ( نهى أن تلبس المرأة لبسة الرجل والرجل لبسة المرأة ) هذا يؤيد ما قلنا فيما سبق أن التشبه يكون باللباس والهيئة والمشية والكلام وغير ذلك نسأل الله لنا ولكم السلامة وأن يحفظ ذكورنا وإناثنا مما فيه الفتنة والغضب. 



     وللاستماع للشيخ رحمه الله بارك الله فيكم من هنا:


تحريم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال








 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قطعة فهم مقروء _ صف ثاني

امتحان فهم مقروء ----- للصف الثالث

أسئلة في سورة الغاشية