قصة حاجة الى بيت الله الحرام

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرطاس من الذكريات
حادثة لا تنسى
حدث هذا قبل سنوات عديدة,في سنة 1412ه في اليوم السادس من ذي الحجة,الموافق لسنة 1992م قبل خروجي. قالت إحداهن : هنيئا لك ستخرجين للحج وأنت صغيرة ولا يوجد عندك إلا بنت واحدة , كانت تبلغ من العمر سنتين تقريبا .
 خرجت مع زوجي قاصدة بيت الله الحرام ولأول مرة, وكنت أدعو الله أن يجعل حجي مبرورا وأن أؤديه على أكمل وجه مع قلة علمي في ذاك الوقت, وكم كان سروري عندما علمت أنني حامل حتى لا يعيقني عائق ...
وما أن انتقلنا من المدينة إلى مكة وبعد أداء العمرة بأيام قليلة, حدث ما لم يكن بالحسبان ,عند الساعة الثالثة قبل الفجر خرجت مع زوجي من أجل أداء صلاة الفجر, كل ما أعلمه أنني نزلت معه الدرج , ولا أدري كيف قطعت الشارع قبله, وحدث ما حدث ؟! وما استيقظت إلا للحظات على أصوات تقول كيف هي ؟ وأصوات أخرى تتكلم لم أذكر ما قالت , ويبدو أنني عدت لغيبوبتي .
وعندما استيقظت علمت أن سيارة صدمتني بقدمي اليسرى من الركبة أطارتني إلى الأعلى أمتارا عديدة ثم هوى جسدي المسكين إلى الأرض, ثم نقلوني إلى المستشفى في المملكة العربية السعودية وأظنه مستشفى الملك عبد العزيز وإن لي فيه لذكريات, ولا تسألوا عن حالي حينئذ فلله الحمد , هذا عدا عن الأوجاع التي لم أكن أدري ما سببها إلا بعد أشهر حيث قمت بعمل صورة أشعة لمكان الألم الذي ما زالت آثاره في جسدي فعلمت من مركز الأشعة أن هناك آثار لشق في منطقة الحوض فما الذي حصل؟ وبالطبع تعجبت وحينها علمت لماذا لم أكن أستطيع الحركة من موضع لآخر! والحمدلله..
وسؤالي كان : لماذا لم يتم إنشاء هذه الصورة في الحال حتى يعلم أماكن الكسور في الجسد ؟ الجواب أنهم لا يستطيعون لأنني حامل وكنت في بداية حملي , وقدر الله أن لا ينزل هناك ,عناية ربانية حتى استطيع إكمال مشاعر الحج... , وقبل أن يتم علاج قدمي , سوى المسكنات التي كنت أتناولها ....غدا سيتوجه الحجاج لعرفة , فماذا عني ؟ أجابوني ستخرجي في باص مع المرضى إلى عرفة قبل المغيب ليتم حجك لأن الحج عرفة, وبالطبع كان الله في عون زوجي الذي جاء حاجا مع زوجته وها هي زوجته في المشفى ويذهب لوحده , وكم كان ألمي اشد في اليوم التالي حين كنت نائمة على سريري وأنظر إلى وفود الله من المرناة , بالطبع بدأت بالبكاء ولا حول ولا قوة إلا بالله . وقبل المساء خرجنا إلى الباص وفيه العديد من المريضات اللواتي جئن لأداء فريضة الحج ولكن شاء الله أن يدخلن المستشفى , ومنهن من لا يوجد معها محرم ؟! امرأة مصرية مسنة تحدث أنها جاءت من رمضان وبقيت لأداء نسك الحج لكن من ذا الذي يرمي عني ؟ ولا أدري ماذا فعلت ؟
صعدت إلى الباص , كنت أسير بصعوبة لأن قدمي تؤلمني ألما لا يوصف , ولم تعالج بعد , عدا عن ظهري الذي لم يساعدني على الجلوس على كرسي الباص , مما اضطرني إلى الجلوس على أرضيته مع شدة حرارته . وصل الباص إلى أرض عرفة وكانت إحدى الممرضات تدعو وجميع من في الباص يرددن خلفها , وعند مغيب الشمس حيث لم ننزل من الباص بالطبع وحيث لم أدري من أين دخلنا ولم أدر ما عرفة بالضبط فأنا لأول مرة آتي إلى هنا كما كنت في جهل كبير لقلة علمي يوم ذاك , ولانشغالي بألمي ..
ولم تستطع الحافلة الخروج من وسط الرمال , مما جعلهم يحضرون شاحنة لنقلنا المرضى من أرض عرفة إلى المشفى مرة أخرى , ولا تسألن عن حالي عند صعود الشاحنة . وتم هناك وضع الجبص على قدمي من الركبة لأسفلها . وجاء زوجي في اليوم التالي لأخذي للمسجد الحرام حيث طاف بي في الطابق الثاني على عربة طواف الإفاضة ومن ثم السعي وأعادني مرة أخرى إلى المشفى . وفي يوم السفر والعودة لبلدي صليت الفجر جالسة في المسجد الحرام وكم كان لها من أثر عظيم في نفسي . ومن ثم بدأت معاناة الرجوع والسفر في الحافلة وما كان العون إلا من الله , وطالما بكيت كلما تذكرت نفسي حتى قدر الله لي بعد سنين أن أعود مرة أخرى ولأعمل بنفسي جميع مناسك الحج .
وكم أفكر في نفسي وأقول كيف استطعت الرجوع في الحافلة بهذه الآلام ؟ وبالجبص ؟ ولكن العون من الله والحمد لله , ولم تنته المعاناة لهذا الحد ولكن بعد إجراء فحوص طبية للجنين تبين لي أن الجنين ميت منذ شهر وعلي المسارعة لتنزيله والحمد لله رب العالمين تم إنزاله ولم أمكث طويلا حتى عوضني الله تعالى .
والحمد لله الذي يبتلي ويعين ويعطي الأجر العظيم على الصبر ,ولئن صبرتم لهو خير للصابرين .
وإن في ذلك لعبر لأولي الألباب
 .....

ما سردت هذا إلا لعبر فيها كثيرة فإن تيسر لي , لا بد من ذكر نقاط مهمة كنت أجهلها سابقا حتى تتم الفائدة.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قطعة فهم مقروء _ صف ثاني

امتحان فهم مقروء ----- للصف الثالث

أسئلة في سورة الغاشية